شددت دراسة بحثية يمنية على أهمية إشراك المجتمعات المحلية، في أي مبادرات لتحقيق السلام في اليمن مع ضرورة أن يكون لأي نشاط هادف لتحقيق السلام في اليمن قبولاً اجتماعيا داعما وموازيا للأدوار السياسية والعسكرية.
وقالت الدراسة :"إن خبرات الحروب ومآسيها وتعاظم انعكاساتها على المجتمعات المحلية تولد الشعور المجتمعي بعظمة مخاطر الحروب وتبني أفكاراً ايجابية تدفع بالجميع نحو ايقاف الحرب وتبني السلام الدائم وانهاء العنف".
وأرجعت الدراسة البحثية التي أصدرها الباحث السياسي اليمني علي يحيى الأسد، لصالح مركز "الحوكمة وبناء السلام" الذي ترأسه مستشارة المركز الإعلامي للتنمية المستدامة، الدكتورة بلقيس أبو أصبع ، ارجعت أسباب تعثر مسارات تحقيق السلام في اليمن إلى أسباب عدة أهمها اقصار محاولات صناعة السلام الحالية على السياسيين والعسكريين مع ضعف إشراك المجتمعات المحلية في تحقيق وبناء السلام وهو ما ساهم بشكل كبير بتعثر جهود السلام وتصاعد مستويات العنف وتفاقم الأوضاع الإنسانية إلى حدود غير معقولة.
وأوضحت الدراسة ان تعثر مفاوضات السلام اليمنية، قد جاء كنتاج طبيعي لتصلب المواقف للأطراف المتصارعة كما أن الشروط المسبقة في الدخول في أي مفاوضات سلام واصرار كل طرف على موقفه كرفض الشرعية بالدخول في أي مفاوضات سلام دون اعتراف الحوثيين بالمرجعيات الثلاث ورفض الحوثين الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها وتسليم السلاح وانهاء الانقلاب ،مثلت مكابح عملت على ايقاف أي تحرك في مسارات تحقيق السلام في اليمن.
وأكدت الدراسة التحليلية أنه على المجتمع الدولي والفاعلين الدوليين اذا أرادوا تحريك عجلة السلام في اليمن عليهم العمل على تحفيز مسارات السلام من خلال خمسة محفزات : إشراك المجتمعات المحلية في صناعة وبناء السلام، تحييد المسار الإنساني عن النزاع، اعادة تعريف وتحديد أطراف النزاع، وعدالة التسوية السلمية وشموليتها، تحقيق المصالحة الوطنية وجبر الضرر وإعادة الإعمار.
يشار إلى أن الدراسة تعالج ، إشكالية بناء السلام في اليمن، وفقاً لمسارات السلام التي خاضتها الأطراف اليمنية المتصارعة خلال عمر الأزمة اليمنية منذ بداياتها في 26 مارس 2015م، و تتناول هذه المعضلة، من زوايا خمس، في الزاوية الأولى توصيف لمدخل فهم السلام، وفي الثانية مقاربات دراسة بناء السلام، و ثالثها تحليل مسارات صــناعة السلام في اليمن “محطات متباعدة وقطارُ متوقفة”، فيما تشخص الزاوية الرابعة، صنــاعة الســـلام المتعثر في اليمن في إطار دفع مكابح السلام وتحريك السلام المتوقف، فيما تعالج الزاوية الخامسة والأخيرة عملية بناء السلام في اليمن من خلال وضع مداخل محفزة لبناء السلام.
لمشاهدة النسخة الأصلية للدراسة من هنا http://www.mena-acdp.com/2018/02/20/